السبت، 31 يناير 2009

حوار مع دكتور حازم صلاح أبو إسماعيل


عيد الفطر المبارك 1429 من أولاد صقر









صور عيد الأضحى 1429من أولاد صقر






إنسحاب أردوغان درس للعرب

بقلم: عبد الباري عطوان


لم نفاجأ بانسحاب السيد رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا من ندوةٍ عُقدت في إطار فعاليات منتدى دافوس الاقتصادي بسبب عدم السماح له بالرد على مغالطات شمعون بيريس رئيس الكيان الصهيوني حول عدوانه الأخير على قطاع غزة، ولكننا فوجئنا ببقاء السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية على المنصة نفسها التي يجلس عليها بيريس، ودون أن يبادر إلى التصدي له وفضح أكاذيبه.



السيد أردوغان لم يتحمَّل مرور سموم بيريس دون ردٍّ مُفحِمٍ، خاصةً أنه دافع عن عدوانٍ أدى إلى استشهاد أكثر من 1350 شخصًا؛ ثلثهم من الأطفال والنساء، وادَّعى أن الكيان الصهيوني حريص على السلام، وحمَّل حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى مسئولية ما حدث، ولكن المشرف على إدارة الندوة رفض إعطاءه الكلمة تحت ذريعة انتهاء الوقت، مما يكشف عن مدى تستر مثل هذه الملتقيات على المجازر الإسرائيلية، والانحياز بالكامل للذين يرتكبونها.



وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها رئيس وزراء تركيا فروسيته ومعدنه الإسلامي الأصيل، فقد وقف كالجبل في مواجهة الحملات الإسرائيلية التي تعرض لها لأنه انتصر لضحايا المجازر في قطاع غزة، وأدان إسرائيل بأقوى الكلمات.



بيريس معروف بالكذب، وتزوير الحقائق، فقد ادعى أكثر من مرة أن إسرائيل لم تقتل الأطفال في القطاع، وقال إنها تقدم على عدوانها من أجل حماية أطفال إسرائيل، وعندما ووجه بالصور الموثقة لأطفال مزقت أجسادهم الصواريخ الإسرائيلية ادعى أن هؤلاء قتلوا بطريق الخطأ.



لا نعرف كيف استشهد هؤلاء بطريق الخطأ، فسماء غزة ليست مثل سماء لندن ملبدة بالغيوم، والطائرات الإسرائيلية كانت تحلق بحرية مطلقة، ورؤية واضحة، دون أي مضايقات أرضية، فالمقاومة الفلسطينية لا تملك، وللأسف الشديد، مضادات أرضية ولا صواريخ للتصدي للطائرات، أي أن احتمالات الخطأ معدومة كليًّا.



بيريس ركز في كلمته في دافوس على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة الصواريخ الفلسطينية، ولكنه تجاهل حقيقة ناصعة وهي أن المسألة ليست في حق إسرائيل في الدفاع عن النفس مثل أي شخص آخر، وإنما في ما إذا كانت تملك الحق في فعل ذلك بالاستخدام المفرط للقوة مثلما شاهدنا في قطاع غزة مؤخرًا.



وما يحز في النفس أن هذه الأكذوبة التي تبرر قتل الأطفال والنساء صدقها وكررها الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما، وكأنه لا توجد بدائل أخرى مثل البدائل السلمية، التي لم يتحدث أحد عن ضرورة اللجوء إليها لتجنب المجازر والتدمير الكامل لحياة مليون ونصف المليون فلسطيني من أبناء القطاع، وتشريد خمسين ألفًا منهم على الأقل، يعيشون حاليًا في العراء بسبب الجدل العقيم حول الجهة التي يجب أن تشرف على إعادة الإعمار.



السيد أردوغان قال ما لم يقله الزعماء والمسئولون العرب المشاركون بصفة دائمة في هذا المنتدى، لإظهار اعتدالهم وحضاريتهم في إجراء حوارات مع المسئولين الإسرائيليين، والجلوس معهم في لقاءات جانبية، ومجاملتهم في المناسبات الاجتماعية وحفلات الاستقبال والعشاء، وكأن هؤلاء أصدقاء يمثلون دولة شقيقة.



لا نعرف كم مسئولاً عربيًّا من المشاركين في منتدى دافوس صافح بيريس والوفد المرافق له، ولا نستغرب أن يكون السيد موسى الذي كان جالسًا إلى جانبه في الندوة نفسها قد فعل ذلك، وهو يدرك تمامًا، أي السيد موسى، أن الدماء الطاهرة لأطفال غزة التي سفكها جيش بيريس وطائراته ما زالت طرية لم تجف بعد.



مشكلتنا أن النظام الرسمي العربي ليس متواطئًا فقط، لا بل هو مشارك أيضًا في العدوان الإسرائيلي، ويتضح ذلك بجلاء من خلال سلوك مندوبيه وممثليه في المحافل الدولية، واستقبالاتهم الحارة للمبعوثين الأمريكيين، مثل جورج ميتشيل، دون أن يقدموا على الاحتجاج على تصريحاته وتصريحات رئيسه ورئيسته المنحازة بالكامل إلى المجازر الإسرائيلية.



فالسيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية دشنت مهمة السناتور ميتشيل قبل يومين بالتأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، في أول مؤتمر صحفي تعقده، وقالت إن الصواريخ الفلسطينية على أرضها (أي إسرائيل)، لا يمكن أن تمر دون رد.



أما رئيسها أوباما فقد ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك عندما قال بالحرف الواحد: "إذا سقطت الصواريخ على مكان تنام فيه طفلتاي، فإنني سأفعل كل شيء من أجل إيقافها"، وكان يشير بذلك إلى أطفال إسرائيل، وليس إلى أطفال قطاع غزة الذين يذبحون بالصواريخ والقنابل الفسفورية الإسرائيلية التي تلقيها طائرات (إف 16) الأمريكية الصنع على مدارسهم التي احتموا بها ظنًّا أن عَلم الأمم المتحدة سيحميهم منها.



أوباما لم يقل كلمة واحدة عن المستوطنات وسرقة إسرائيل للأراضي والمياه الفلسطينية في الضفة الغربية، وهو صمت لا يتماشى مع تصريحاته النارية حول التزامه بقيام دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب في أمن وسلام واستقرار.



أردوغان وليس القادة العرب، الذي بات يملك الشجاعة، وهو الحليف الأقوى لواشنطن، ويتصدى للتزويرين الأمريكي والإسرائيلي في كل المحافل الدولية دون استثناء، رغم أن هذه المواقف الشجاعة قد تكلفه وبلاده الشيء الكثير، مثل إغلاق الباب نهائيًّا أمام مساعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.



فالرجل يتماهى مع شعبه ومشاعره، هذا الشعب الذي تظاهر بالملايين في شوارع أنقرة واستانبول، ويستند إلى تراث إسلامي عريق لا يخجل منه بل يتباهى به، وانعكس في قوله إنه واحد من أحفاد الإمبراطورية العثمانية.



شكرًا للسيد أردوغان، نقولها للمرة الألف، ومن قلب مفعم بالمرارة والإحباط من قيادات تدعي أنها عربية ومسلمة، تصمت على مجازر غزة تواطؤًا، وتغلق المعابر في وجه أبناء القطاع المحاصرين المجوّعين.



نقول أيضًا شكرًا لهؤلاء الناشطين والمحامين الذين يطاردون السفاحين الإسرائيليين الذين ارتكبوا المجازر في قطاع غزة، وخاصة مجزرة أسرة العثامين شمال القطاع، ومجزرة الشاطئ، ومجزرة اغتيال الشهيد صلاح شحادة وأفراد أسرته. فهؤلاء هم العرب والمسلمون الحقيقيون، والذين تجري في عروقهم دماء العزة والكرامة والعدالة، وهي قطعًا ليست من فصيلة دماء معظم الزعماء العرب.

----------

* القدس العربي 30/1/2009م

أردوغان ينسحب من المؤتمر


لقاء الشيخ وجدي غنيم على قناة الجزيرة












فتح والإصرار على الإنهيار


بقلم: د. إبراهيم حمّامي


بعد حلقة الأربعاء على قناة (الجزيرة) حول انتصار غزة، تطوَّع أحد من يعتقدون أنه شاعر ومثقف بإرسال نص خبر من موقع أصفر معروف، ردًّا على ما ذكرته في البرنامج المشار إليه، وكأنه قد اكتشف اكتشافًا مذهلاً، وكأنه قد وضع حصوة في عيني العبد الفقير.



وحقيقةً.. لم أستغرب لا منه ولا من الموقع الذي نقل عنه، ولا لنص النفي أو "التكذيب" المذكور، لكن ما استوقفني أنهم تركوا كل ما ورد في الحلقة من تآمر أسيادهم وأرباب نعمتهم، من توثيق وتدقيق لمراحل انتصار غزة، وتعلقوا بموضوع الاعتداء على عناصر حركة فتح، وهو ما سبق ونفاه إبراهيم أبو النجا نفيًا قاطعًا، ليعلنوا أن الاستشهاد بما قاله أبو النجا لا أساس له من الصحة، أي إنني- وحسب اعتقادهم- "كذبت"، وبالتالي استوجب الأمر إثبات كذبهم أولاً، ومن ثم التعليق على عنوان الموضوع وإصرار فتح على الانهيار.



حتى لا أطيل نبدأ بنص البيان المنسوب إلى إبراهيم أبو النجا:

"قال إبراهيم أبو النجا مفوض الإعلام والتعبئة الفكرية في اللجنة القيادية العليا لحركة فتح لـ"معًا" إن أربعة إلى ثمانية من عناصر حركة فتح قتلوا أثناء الحرب على أيدي حماس، رافضًا الكشف عن أسماء هؤلاء.



وأكد أبو النجا أن اعتداءات من قِبل حماس مورست ضد بعض أبناء حركة فتح، وأن بعضهم أُطلقت النيران على أقدامهم، وبعضهم فرضت عليهم الإقامات الجبرية، وآخرين تعرضوا للاعتقال لمرات متتالية لا لمرة واحدة، وأنه تم أمس فرض الإقامة الجبرية على كثيرين آخرين؛ منهم أحمد نصر عضو اللجنة القيادية العليا لفتح بغزة.



وطالب أبو النجا بوقف هذه الممارسات، كالاعتقالات، وكذلك وقف الحملات الإعلامية المضادة، والإفراج عن المعتقلين قائلاً: "إن هذه الممارسات لا تؤسس لعمل يساعد في الحوار الوطني وصولاً إلى إنهاء حالة الانقسام والوحدة الوطنية، وإن هذه الممارسات تناقض ما جاء في الورقة المصرية، والتي وافقت عليها الفصائل كافة".



"وكان أبو النجا قد نفى تصريحات إبراهيم الحمامي في برنامج (الاتجاه المعاكس)، والذي بثته فضائية (الجزيرة) القطرية الأسبوع الماضي، وجدد أبو النجا استنكاره وتنديده بكل الممارسات التي يتعرض لها أبناء حركة فتح في قطاع غزة.



وأكد أبو النجا أنه ومنذ نشر ادعاءات نسبت له تقول إن أبناء فتح لا يتعرضون للتعذيب والقمع من قِبل حماس كان قد نشر نفيًا قاطعًا لها في حينه في الكثير من المواقع الإخبارية، مشددًا على رفضه كل تصرف خارج عن تقاليد أبناء شعبنا الفلسطيني وثقافته".



ومن حقنا اليوم أن نتساءل:

* إن صدقت صحة البيان المنسوب لأبو النجا، من الذي يكذب؟! أبو النجا أم وكالات الأنباء؟!

* من خلال الخبرة الشخصية فإن التصريحات لأية وكالة تكون مسجلة بالصوت على الأقل، فهل نسي أبو النجا ذلك؟!

* الخبر يتحدث عن تصريحات في مؤتمر صحفي، فهل يعقل أن تكذب وكالات الأنباء على لسان مسئول يتحدث في مؤتمر صحفي؟!

* ما هي الضغوطات التي تعرض لها أبو النجا ليتراجع ويكذب نفسه؟! وهل جاءت من نفس المجموعة التي حلقت له شاربه وشعر رأسه؟!

* إذا كان البيان الأخير غير صحيح فإن المطلوب من أبو النجا تكذيب تكذيبه؛ حتى لا يكون هو الكاذب الوحيد في هذه المعمعة.



أما بالنسبة لعنوان الموضوع، فإننا نأسف أن حركة قادت النضال الوطني لعقود، وقدمت الشهداء، تنحدر إلى هذا المستوى القيادي المهين، وكأنها عجزت عن إنجاب الرجال ليتولَّى أشباه الرجال قيادتها نحو الهاوية، ويحق لنا أيضًا أن نتساءل: كيف يمكن لحركة نضال وطني أن تتحمل سيل الأكاذيب الرسمية ومن أعلى المستويات في هرمها السياسي الهَرِم؟! ألم يستمع أبناء فتح ومن بقي فيها من الشرفاء للناطقين والقياديين فيها وهم يكذبون وتنفضح أكاذيبهم؟! إن نسيتم فاسمحوا لي بتذكيركم:

* راجعوا ما كتبنا تحت عنوان "سيادة الرئيس الكاذب".

* تصريحات أحمد عبد الرحمن يوم 28/12/ 2008م وبعد قصف سجن السرايا، والتي ذكر فيها أن "العشرات" من أبناء فتح قتلوا بعد رفض الشرطة إطلاق سراحهم، لنكتشف أنه لم يقتل ولا حتى شخص واحد في ذلك القصف؛ لأنه سبق وأن أُخليَ السجن، وعلى أحمد عبد الرحمن نشر أسماء من قتلوا حسب زعمه لو كان صادقًا.

* عندما يعلن الناطق الجديد لفتح- وهو من خارجها- ياسر عبد ربه، وقبله الهباش، عن سرقة شاحنات الأونروا من قِبل مسلحين، فتنفي الأونروا ذلك جملةً وتفصيلاً وأكثر من مرة.

* قبلها قالوا إن "حماس تعتقل المئات" من أبناء فتح في سجونها، وعندما شكلت لجنة وطنية لإغلاق ملف المعتقلين السياسيين تقدمت فتح بعد أن عصرت كل ما لديها بقائمةٍ من 49 اسمًا فقط؛ جُلُّهم من المجرمين والحشاشين.

* ألم تتبنَّ فتح المجرمين كمناضلين أبطال كما فعلت مع المحكوم بالإعدام من قِبل فتح نفسها حيدر غانم، ومع مروجي المخدرات سابقاً؟!



الأمثلة كثيرة وكثيرة عن سيل الأكاذيب المستمر دون توقف، ومحاولات التشويه الدءوبة، فمتى تتخلص فتح من هؤلاء الذين باتوا عارًا علينا جميعًا كي تنظف نفسها وتتطهر من الخبث والخبائث؟! أم أنها فعلاً عقمت من الرجال؟!



قبل أن نختم نؤكد أنه لا يحق لأحد أن يتهجَّم أو يعاديَ حركة فتح، ولا أن يطعن في عطائها، لكننا اليوم نقف مشدوهين أمام صمت أحرار فتح عن اختطاف حركتهم من قِبل مجموعة انحرفت بها وشوهتها، زمرة استمرأت الكذب والانحراف والسقوط الأخلاقي والسياسي، أين أنتم يا أحرار وشرفاء فتح؟!

في انتظار الرد.

--------

* DrHamami@Hotmail.com