الأربعاء، 31 مارس 2010

انتظروا حوار مع اسرة الاستاذ شريف متولى


انتظروا حوار خاص مع اسرة الاستاذ شريف متولى المعتقل بسجون وادى النطرون من الجدير بالذكر انه تم اعتقال الاستاذ شريف بعد وقفة جمعة الغضب لمناصرة الاقصى فانتظرونا

السبت، 27 مارس 2010

ترحيل الاستاذ شريف الى سجن وادى النطرون

بعد مشاورات من نيابة امن الدولة قررت ان ترحل الاستاذ شريف  متولى ومن معة الى سجون وادى النطرون ومن الجدير بالذكر ان الاستاذشريف متولى  من قيادى الاخوان باولاد صقر يقول فى حوار مع صقراوى  ستصمد دعوة الاخوان المسلمون مهما طال الزمان وطال الاعتقال سنخدم مصر والقضية الفلسطينية بكل مانملك بارواحنا

السبت، 20 مارس 2010

إخلاء سبيل الأستاذ شريف متولي ضمن 18 من إخوان الشرقية

قررت  محكمة جنح مستأنف اول الزقازيق ظهر اليوم السبت 20/3/2010م إخلاء سبيل 18 من إخوان الشرقية المحبوسين علي ذمة قضية نصرة المسجد الاقصي ، وكانت قوات من أمن الدولة مدعموم بالأمن المركزي قد داهمت عدداً من منازل قيادات وكوادر الإخوان المسلين بالشرقية فجر الثلاثاء واعتقلتهم علي خلفية مظاهرة جمعة الغضب التي نظمها إخوان الشرقية الجمعة قبل الماضية أمام مجلس المدينة.

1.      محمود الوحيد - مرشح الاخوان المسلمين بديرب نجم عمال 2005م – ديرب نجم
2.      م. أحمد شحاتة – مهندس وصاحب شركة مقاولات – الزقازيق
3.      صبحي الغندور – رجل أعمال – الزقازيق
4.      محمدي سعد – مفتش بالتموين – شرويدة الزقازيق
5.      صالح مرعي – مدرس ومدير مكتب كتلة الاخوان بالشرقية – النكارية الزقازيق
6.      د. أشرف سعيد – صيدلي النحال الزقازيق
7.      د. مصطفى إبراهيم غلة – طبيب تخدير – الزقازيق
8.      أحمد عليوة – موظف بنقابة أطباء الشرقية – الزقازيق
9.      م. محمد رشدي -  مهندس مدني وصاحب شركة مقاولات – الزقازيق
10.  د.ياسر مختار – طبيب – العلاقمة ههيا  
11.  إبراهيم البابوري – مدرس – كفر صقر
12.  شريف أحمد متولي – مدرس – أولاد صقر 
13.  محمد السيد اسماعيل – مدرس - قرية الشيخ عيسى بلبيس
14.  م. بدوي عسل – أعمال حرة – العاشر من رمضان
15.  إبراهيم المحامي – موظف بالوحدة المحلية بصافور – منشية كشك ديرب نجم
16.  د. محمد إسماعيل – طبيب رمد – فاقوس
17. أ.د. عبدالله عبد المجيد – أستاذ السالك البولية بطب الزقازيق وامين عام نقابة الاطباء بالشرقية
18. د.علاء عبد الرؤوف  - صيدلي  

وفي تصريح خاص بالشرقية أون لاين قال الأستاذ عبد الله البحراوي - محامي الإخوان بالشرقية - أن مثل هذه القضايا استنزاف للوقت والجهد ، وكان الافضل توفيرها  لصالح الوطن والمواطنين ، لا سيما ان جميع الاخوان المحبوسين علي ذمة هذه القضايا يشغلون مراكز اجتماعية ووظيفية مرموقة يخدموا بها المواطن المصري .

جدير بالذكر أن عدد الإخوان المعتقلين بالشرقية الآن 74 معتقل ومحبوس موزعين على سجن الزقازيق العمومي (6) ، حجز قسم أول الزقازيق (16) ، حجز كفر صقر (6) ، سجن المحكوم (3) ، سجن وادي النطرون (11) ، سجن دمنهور العمومي (19) ، سجن المرج (1) ، سجن برج العرب (12) في حين بلغ عدد معتقلي الإخوان بالشرقية 236 معتقل ومحبوس ومحتجز منذ بداية العام الجاري .

الجمعة، 19 مارس 2010

واجبنا نحو إنقاذ الأقصى واسترداد فلسطين

رسالة من أ.د. محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد:
فإن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى رسول الله e ومنه كان معراجه إلى السماوات العلى... وإن فلسطين وديعة محمد صلى الله عليه وسلم عندنا، وأمانة عمر في ذمتنا، وعهد الإسلام في أعناقنا، ولذلك فإن فلسطين والقدس جزءٌ من عقيدة الأمة الإسلامية.. والتفريط فيها تفريط بكتاب الله، وفى ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل إخوانه الأنبياء وحضارة الأمة وعقيدتها. وإن التنازل عن أي جزءٍ منها لليهود أو لغيرهم، بل إن مجرد الاعتراف بأي حقٍّ لغير المسلمين فيها، ليس ملكًا لشخص، أو جهة، أو دولة، بعد فتح المسلمين لها، وإقرار الله لنا فيها.
ومن أجل ذلك كان الواجب على كل مسلم - عربي وغير عربي - أن يجاهد بقدر استطاعته؛ لتخليصها من نير الاحتلال، واستردادها من أيدي الصهاينة المغتصبين، وإعادة أهلها المشردين، وتخليص رجالها المأسورين ونسائها المقيدات في سجون الاحتلال، وإن لم نفعل ذلك فالمسلمون جميعاً آثمون.. وخاسرون.. وستدور عليهم الدوائر، ويلحقهم ما حل بإخوانهم في فلسطين..
اعلموا أيها المسلمون أن الجهاد فريضة ماضية إلى يوم القيامة، وأنه ذروة سنام الإسلام، وأول مراتبه إنكار القلب، وأعلاها القتال في سبيل الله، وبين ذلك جهاد اللسان والقلم واليد وكلمة الحق عند السلطان الجائر، ولا حياة لأمة، ولا نهضة لدولة، ولا صيانة للحقوق، ولا محافظة على الأرض والعرض والأموال إلا بالجهاد في سبيل الله (وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ) (الحج: 78). وقال الله تعالى: =481;إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ=480; (التوبة: 111). فإذا كنتم بإيمانكم قد ِبعتُم لله أنفسكم وأموالكم؛ فهذا وقت البذل والتسليم، فأَوفوا بعهد الله يوف بعهدكم.
واعلموا أنه ما تخلت أمة عن الجهاد إلا عذبها الله وأذلها..: @831;يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ. إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ@830; (التوبة: 38 – 39). وعَنْ اِبْن عُمَر قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه e يَقُول: «إِذَا ضَنَّ النَّاس بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَم، وَتَبَايَعُوا بِالْعِينَةِ، وَاتَّبَعُوا أَذْنَاب الْبَقَر، وَتَرَكُوا الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه: أَنْزَلَ اللَّه بِهِمْ بَلَاء، فَلَا يَرْفَعهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينهمْ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ صَحِيح.
أيتها الأمة المسلمة: إن سبيلنا الوحيد لصد الهجمة الشرسة عن أرضنا، واسترداد عزنا ومجدنا، لا يكون إلا ببذل النفس والمال والوقت والحياة، وكل شيء في سبيل غايتنا النبيلة ألا وهي المحافظة على الدين والوطن، واسترداد المغتصب.. وهي غاية تحفظها كل الأديان السماوية، وترعاها وتقرها كل القوانين والهيئات والمواثيق الدولية.. بما في ذلك هيئات الأمم المتحدة..
واعلموا أيها المسلمون أن القوة التي يستدعيها الجهاد تنبع من حسن إخلاصكم، وقوة إيمانكم، ومتانة أخلاقكم، وقوة اتحادكم كالبنيان المرصوص: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (الصف: 4) عَنْ أَبِي مُوسَى رضى الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا». وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. البخاري. وبعد قوة الإيمان والاتحاد إعداد ما نستطيع من قوة، وإن لم تكن كقوتهم: @831;وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ=480; (الأنفال:60).
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين:
أيها الحكام العرب والمسلمون: إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وقد لدغتم من الصهاينة والأمريكان مرات ومرات، فلم تتعظوا، ولم تتبصروا، خدعكم عدوكم كما خدع سلفكم، ودعاكم إلى موائده فلبيتم، وما رأى منكم في كل الحالات إلا المجاملة، واستمرار المعاملة، وما آنس منكم إلا التهافت على أعتابه، والتعلق بأسبابه. فازداد صلفاً وغروراً، واستشرى في عتوه وفساده، وطالب بالمزيد من القهر والحصار لشعب يعاني الأمرين على مدى قرن من الزمان.. ولم يستح أن يجعل منكم الحبل الذي يلفه على أعناق إخوانكم، ولم يتورع أن يتخذ منكم سهاماً يغرسها في نحور بني جلدتكم وأبناء عقيدتكم، بل عمل على أن يبني منكم سداً منيعاً لحماية أبناء صهيون، وإمداده بكل مقومات الحياة .. ألا ساء ما تزرون.. وبئس ما تصنعون. (وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف:21).
أيها الحكام العرب والمسلمون: اعلموا أن السلام الذي يريدونه في الشرق الأوسط هو أن يغلق العرب أعينهم عن دم إخوانهم المهراق، وأن يصموا آذانهم عن صراخ الأرامل والثكالى والأيتام والمفجوعين كل يوم، وأن ينسوا ملايين اللاجئين الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق، وأن ننسى عشرات الآلاف في سجون الاحتلال في الوقت الذي ضجت فيه الدنيا بالصراخ والعويل على "شاليط" الجندي الأسير، وهبت الدنيا من كل حدب وصوب لتخلصه بينما أسرانا لا بواكي لهم، ولا أحد من المسلمين أو شرفاء العالم يسعى لفك قيدهم، والسراب الخادع المدعى بالسلام يريد منا أن نتخلى قبل كل ذلك وبعده عن كرامتنا كأمة اغتصب جزء من أرضها بالحديد والنار؛ لتقوم فيه دولة متوحشة على أنقاض جثث بريئة، ودم عزيز، وأعراض منتهكة..
أخبروني بربكم: ماذا أخذتم من التفاوض على مدار ستين عاما، وأنبؤوني بالله عليكم هل توقف الصهاينة عن توغلهم السرطاني في أحشاء الوطن وسراديب الحكومات حتى غدت ألعوبة يحركها الصهاينة والأمريكان.. وحتى إنهم ليعتقلون كل من يهم لنجدة إخوانه في فلسطين، ويسجن كل من يقدم لهم المساعدات، والأدهى من ذلك كله أن يحولوا بين الشعب وبين أن يتضامن مع إخوانه بالوقفات السلمية، ويسحقون كل من يقف لإعلان رفضه لما يراد بالأقصى، ولما يخطط لفلسطين.. ولا يَسْمَحون لنا بما يُسْمَحُ لكل الناس في بلاد الدنيا.. فهل نحن من عالم آخر، أو من كوكب آخر..
أيها الحكام العرب والمسلمون:
كفاكم تجريبا في المفاوضات.. واعلموا أنهم لا يفاوضون من أجل أن يُرْجِعوا إليكم شيئا مما اغتصبوه واحتلوه، وإنما لتمنحوه صكاً بأحقيتهم لهذا الجزء المغتصب، وبعد ذلك يواصلون الاغتصاب، حتى يقيموا دولتهم من النيل إلى الفرات.. وإن قرار هيئة الأمم المتحدة بالاعتراف بدولة الصهاينة قرارٌ من هيئةٍ لا تملكه، وهو بعد قرار باطل، جائر، ليس له نصيب من الحق والعدالة، ففلسطين ملك العرب والمسلمين، بذلوا فيها النفوس الغالية، والدماء الزكية، وستبقى إن شاء الله- رغم تحالف المبطلين- ملك العرب والمسلمين، وليس لأحد- كائنا من كان - أن ينازعهم فيها، أو يشطرها، أو يمزقها.
أيتها الأمة المسلمة:
إن واجبنا كأمة مسلمة نحو فلسطين واجب عظيم، ودورنا في نصرتهم جد خطير:
1. وإن من أول الواجبات أن نخلص نيتنا، ونجدد إيماننا، ونصل أنفسنا بالله، ونستعين به، ونتوكل عليه في كل أعمالنا وجهادنا وتضحياتنا.. ثم نوقن من أن الجهاد ذروة سنام الإسلام، وفيه عزنا ومجدنا..
2. أن تغرس كل أسرة مسلمة في قلبها وقلب أبنائها أن قضية فلسطين قضيتها الأم، وهمها الأكبر، وشغلها الشاغل، وأن تلقن ذلك لأبنائها وبناتها تلقيناً، وأن ترضعهم في المهد لبان حب الله وحب رسوله وحب الجهاد في سبيل الله، وأن حب فلسطين والمسجد الأقصى من الإيمان.. وأن تحصنهم بالمصل الواقي ضد دعوى المساواة بين الجهاد والإرهاب، وأن الجهاد تضحية في سبيل رد المغتصب والدفاع عن العرض وطرد المحتل، ولتكون كلمة الله هي العليا، وأن الإرهاب هو الاحتلال لبلاد الغير، والنهب لخيراته، وإفزاع أهله الآمنين، وإراقة دماء الأبرياء من أبناء الوطن ونساءه وأطفاله..
3. مساندة المحاصرين ومساعدتهم بما يقدر عليه كل مسلم ومسلمة وقديما أطلق الإخوان «قرش فلسطين»، واليوم على كل مسلم ومسلمة أن يجعل في ميزانيته سهم لمساعدة إخوانه المحاصرين وليكن باسم: «جنيه فلسطين» في كل شهر على الأقل، ومن زاد زاد الله له.. ويربي الأبناء على أن يقتطعوا من مصروفهم لدعم الأطفال واليتامى والمشردين من أبناء فلسطين..
4. ومن لم يقدر على الجهاد بالمال فإن من واجبه أن يمتلأ قلبه بحب المجاهدين حباً يدفعه لأن يبصر الناس بعدالة قضيتهم، ووجوب نصرتهم، وأن يحث الناس على التبرع لهم.. وأن يسهر الليل مرابطا بالدعاء في جوف الليل بقلب مكلوم، وفؤاد مجروح، أن يرفع الله عنهم الكرب، وأن ينصرهم الله.. وسهام الليل نافذة، ولا تخطيء الهدف.. (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(التوبة:91)
5. المشاركة في المسيرات والوقفات التضامنية مع المحاصرين والمدافعين عن الأقصى والمقدسات.
6. الاتصال بإخواننا في فلسطين بالهاتف وشبكة المعلومات العنكبوتية للشد على أيديهم، والإعلان عن مساندتهم وللوقوف بجانبهم وتقديم كل وسائل الدعم اللازمة لمواجهة العدو وأننا بجانب ذلك لا نفتر من الدعاء لهم..
يا علماء الأمة وقادتها:
إن حمايةَ الأقصى وعودة فلسطين منوط برقابكم، وفرض عين وواجب عليكم، فأنتم حملة الرسالة، ومن أعظم الواجبات عليكم أن تبينوا للأمة دورها في نصرة فلسطين، واسترداد المسجد الأقصى من الصهاينة المغتصبين، وتتقدموا ركبها لتحرير فلسطين.
وقديمًا قال الأزهر كلمةَ الحق مدويةً فتجاوبت معها جنبات الأرض، ودعا إلى الجهاد فلبَّى القاصي والداني من المسلمين في الشرق والغرب، وقديمًا رأى الفرنسيون أن المقاومة لن تهدأ إلا بالقضاء على الأزهر فدخلوه بخيلهم.. وعاثوا فيه فسادًا.. فقتل قائدهم واندحروا على أعقابهم خاسئين.
وإن من واجبكم أن تعملوا على إقامة ميزان العدل وإصلاح شؤون الخلق وإنصاف المظلوم والضرب علي يد الظالم مهما كان مركزه وسلطانه، وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري =556; عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان أو أمير جائر». أبو داود. وعن جابر رضى الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله». ابن ماجه بإسناد صحيح.
يا مؤسسات المجتمع المدني:
الوطن حق للجميع، وكل أرض دخلها الإسلام هي وطن للمسلم، وفلسطين والأقصى أمانة في أعناقنا جميعا، ومن ثَمَّ وجب على الجميع العمل على نصرتها كل في دائرة مسؤوليته انطلاقاً مما جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا مَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ - قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ - وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». البخاري ومسلم.
فالأستاذ في الجامعة والمدرس ومدير المصنع ومسؤولي النقابات والصحف وأجهزة البث المرئي والمسموع الجميع مطالب بمناصرة فلسطين والتأييد لأهلها وتوعية كل فئات المجتمع بواجبه نحو فلسطين، وفضح كل مخططات الصهاينة والأمريكان، وتقديم النصح الخالص للرؤساء والحكام والملوك حتى يقوموا بواجبهم نحو المقدسات، وإن الجميع مطالب بتحمل مسؤوليته نحو الخطر الداهم الذي سيأتي على الأخضر واليابس والذي سيطال الجميع حتى من أيدهم وساندهم ومالأهم ولتعلمن نبأه بعد حين..
وما أعجب صنيع العالم المتحضر فمع تمثال بوذا قامت له الدنيا، واستنكر الحكام والملوك والعلماء وكل وسائل الإعلام، بينما المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال يضم إلى التراث اليهودي، والأقصى يحاط بالحفريات ويسعون لهدمه، والقدس تهود وتغير معالمها، والكل يلوذ بالصمت الرهيب، ولا تسمع لأحد همساً، مع عظم الجرم وشدة الخطب ..
يا جميع الأحرار والشرفاء:
أما آن للأحرار والشرفاء من جميع الأديان ومن كل دول العالم أن ينطقوا بكلمة الحق، وأن يطالبوا بعودة الحق لأصحابه، والأخذ على يد الغاصب والمحتل..
أما آن لهؤلاء أن يعلنوها صريحة أن لا أمن لنا ولا راحة لأبنائنا وأحفادنا طالما أن هناك شعباً مشرداً من أرضه، وشعبا جاء من الشتات ليحتلها .. شعباً يحال بينه وبين مقدساته، وآخر يهدم ويعيث فساداً بالمساجد والمقدسات ..
أما آن لكم أيها الشرفاء والأحرار ، ويا أيها المسلمون الأطهار ، ويا أيها العرب الغيورون بعد قرن من الزمان أن تكفكفوا دموع الأطفال واليتامى والثكالى، وتنقذوا الأسرى بل والأسيرات من أهل فلسطين.. وأن تعيدوا الحق لأصحابه، وأن ترجعوا المشردين واللاجئين لأوطانهم، وأن تقلموا أظفار وأنياب أبناء صهيون، حتى يعود للعالم استقراره وأمنه، ويرجع للبشرية سعادتها، ويهنأ الجميع بالسلام..
يا أهلنا في فلسطين:
ثبت الله أقدامكم، وربط على قلوبكم، وأفاض عليكم من خيراته وبركاته، وأمدكم بجند ونصر من عنده، ونحن معكم بكل ما نملك، ولن نتخلى عنكم مهما كانت التضحيات: @831;وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ@830; (آل عمران: 139 – 141).
والله أكبر ولله الحمد..

الخميس، 18 مارس 2010

حملة إعتقاللات جديدة تطال 6 من إخوان كفر صقر بالشرقية

داهمت عناصر من أمن الدولة مدعومة بقوات الأمن المركزي فجر اليوم الخميس 18/3/2010م منازل 6 من إخوان كفر صقر واعتقلتهم وهم :
1-     عبدالله محمد عبد الله – محامي
2-     هاني مصبح – محامي
3-     عبد الفاتاح زكي – مدرس
4-     محمد أحمد عبد الله – مدير مدرسة
5-     نبيل محمد عبد الرحمن – مدرس لغة فرنسية
6-     جاد أحمد السيد – تاجر

جدير بالذكر أن عدد الإخوان المعتقلين بالشرقية الآن 74 معتقل ومحبوس موزعين على سجن الزقازيق العمومي (6) ، حجز قسم أول الزقازيق (16) ، حجز كفر صقر (6) ، سجن المحكوم (3) ، سجن وادي النطرون (11) ، سجن دمنهور العمومي (19) ، سجن المرج (1) ، سجن برج العرب (12) في حين بلغ عدد معتقلي الإخوان بالشرقية 236 معتقل ومحبوس ومحتجز منذ بداية العام الجاري .

مخبري أمن الدولة يسطون على مواطن بكفر صقر ويوسعونه ضربا

تعرض المواطن عبد الفتاح زكي - مدرس وحاصل على ماجيستير في نظم التعليم الحديثة - للضرب المبرح على أيدي مخبري أمن الدولة بكفر صقر اثناء مداهمة منزله واعتقاله فجر الخميس 18/3/2010م وتحت إشراف الرائد أحمد خضر والنقيب نبيل العزازي بفرع أمن الدولة بكفر صقر.

وكان زكي بحوزته مبلغ 1300 دولار ( = 7137 جنية مصري ) بالإضافة لـ 4 آلاف جنية مصري تخص شقيقه المسافر بالخارج بغرض بناء منزل لأخيه ، وعدد 2 قلادة ذهبية تخص زوجة زكي، وعند تفتيش شقته فوجئ بأحد مخبري أمن الدولة يغافله ويستولي على حقيبتة الخاصة وأخذها وجرى خارج الشقة مما دفع عبد الفتاح بسرعة الجري وراءه خوفاً على سرقة أموال البناء .

فما كان من المخبر الإ أن استقوى بزملائه وأخذوا يضربونه بشكل جماعي ضرب مبرح ( بالأيدي والقبضة والأرجل ) مما سبب له كدمات عديدة بالوجه وجرح بالشفة العليا وكدمات بمختلف انحاء جسده وجرح وكدمة بساقه اليسرى ، ثم قادوه بالقوة حافي القدمين لحجز مركز كفر صقر وتم عرضه على النيابة على هذه الهيئة !!

وقد اثبت محاموا زكي بمحضر النيابة الواقعة ، وطالبوا بتحريز الأموال والمسروقات ومعاقبة الجناة وإعادة الأموال والذهب وكل المتعلقات الشخصية وشهادات التقدير لصاحبها.

وفي تعليق لمحامي عبد الفتاح زكي يقول إسلام عقل – المحامي – " إن ما حدث يعد إنتهاك لأبسط الحقوق الآدمية للإنسان، ولا يجوز معاملة سجناء الرأي بمثل هذه الطريقة الغير أخلاقية وخاصة أن زكي حاصل على درجة الماجستير بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف ويعد لمناقشة رسالة الدكتوراة " ، وطالب عقل بمعاقبة المسؤلين عن تصرفات المخبرين الغير حكيمة التي قد تولد عنف وضحايا بشكل لا تحمد عقباه .

جدير بالذكر أن عبد الفتاح زكي حاصل على 20 شهادة تقدير من جهات مختلفة كان آخرها من وزير التعليم العالي ، الإ أن الحملة أصرت على مصادرتها جميعاً ، وكانت حملة من قوات الأمن داهمت فجر الخميس منازل 6 من إخوان كفر صقر واعتقلتهم على خلفية مظاهرة نصرة الأقصى الجمعة الماضية .

الثلاثاء، 16 مارس 2010

اعتقال 15 من قيادات الاخوان من بينهم الاستاذ شريف متولى

دهمت قوات أمن الدولة مدعومة بالأمن المركزي عددًا من منازل قيادات وكوادر الإخوان المسلمين بالشرقية، وقامت باعتقال 15 منهم على خلفية مظاهرة جمعة الغضب التي نظَّمتها جماعة الإخوان المسلمين بالشرقية يوم الجمعة الماضي أمام مجلس المدينة
المعتقلون هم: محمود الوحيد (مرشح الإخوان المسلمين بديرب نجم عمال 2005م)، وصبحي الغندور (رجل أعمال– الزقازيق)، ومحمدي سعد (مفتش بالتموين– الزقازيق)، وصالح مرعي (مدرس ومدير مكتب كتلة الإخوان بالشرقية- الزقازيق)، ود. أشرف سعيد (صيدلي-الزقازيق)، ود. مصطفى إبراهيم غلة (طبيب تخدير– الزقازيق)، وأحمد عليوة (موظف بنقابة أطباء الشرقية– الزقازيق)، وم. محمد رشدي (مهندس مدني وصاحب شركة مقاولات- الزقازيق)، ود. ياسر مختار (طبيب– العلاقمة)، وإبراهيم البابوري (مدرس– كفر صقر)، وشريف أحمد متولي (مدرس– أولاد صقر)، ومحمد السيد إسماعيل (مدرس- بلبيس)، وم. أحمد شحاتة (مهندس وصاحب شركة مقاولات- الزقازيق)، وم. بدوي عسل (أعمال حرة- العاشر من رمضان)، وإبراهيم المحامي (موظف بالوحدة المحلية بصافور- منشية كشك ديرب نجم)
وكانت قوات الأمن اعتقلت 10 من قيادات الإخوان المسلمين فجر يوم الجمعة الماضي، على رأسهم د. السيد عبد الحميد ود. أمير بسام ود. إسماعيل علي ود. عبد الله عبد المجيد، ود. سيد منصور.
وفي سياق متصل أطلقت الأجهزة الأمنية مساء أمس سراح أكثر من 60 ممن شملتهم حملة الاعتقالات العشوائية التي صاحبت مظاهرة جمعة الغضب.






الجمعة، 12 مارس 2010

مسؤل المكتب الادارى ونواب البرلمان بالشرقية يتقدمون بالعزاء فى شيخ الأزهر


يتقدم الحاج سعد لاشين مسئول المكتب الإداري للإخوان المسلمين بالشرقية والدكتور فريد اسماعيل والاستاذ مؤمن زعرور عضوى مجلس الشعب عن الاخوان المسلمين بالشرقية بخالص العزاء لذوى فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف الذي وافته المنية بالمملكة العربية السعودية صباح اليوم.


.داعين الله سبحانه وتعالى أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون






كما يتقدَّموا بخالص العزاء إلى الأزهر الشريف وعلمائه وشيوخه ورجاله، داعيًا المولى- عزَّ وجلَّ- أن يتقبل عطاء الفقيد لخدمة الإسلام والمسلمين، وأن يجعل عمله في ميزان حسناته.


وُلد طنطاوي يوم 28 أكتوبر 1928م في مركز طما بمحافظة سوهاج، وألحقه والده للدراسة بالأزهر؛ حيث أبرز تفوقًا ملحوظًا، مكَّنه من الالتحاق بكلية أصول الدين التي عمل بعد تخرجه مدرسًا بها، قبل انتدابه للتدريس بليبيا لمدة أربع سنوات.


وحصل طنطاوي على الدكتوراه في الحديث والتفسير عام 1966م، كما عمل في المدينة المنورة كعميد لكلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية هناك.


وعُيِّن مفتيًا للديار المصرية في 28 أكتوبر 1986م بعدها بعشر سنوات تقريبًا تمَّ تعيينه شيخًا للأزهر الشريف.






20 الف ينتفضون بالشرقية نصرة للمسجد الأقصى والأمن يعتقل العشرات



انتفض اكثر من 20 الف من أهالي الشرقية احتجاجا علي الاعتداءات والانتهاكات الصهيونية ونصرة للمسجد الأقصى وتنديدا بضم المقدسات الاسلامية في الحرم الابراهيمي للكيان الصهيوني.



وحضر المظاهرة حشد من قيادات الإخوان بالشرقية علي رأسهم الحاج عبد العزيز عبد القادر نائب مسئول المكتب الإداري بالشرقية ، والدكتور فريد إسماعيل عضو الكتلة البرلمانية ، وأ. مؤمن زعرور عضو الكتلة البرلمانية للإخوان.



وتجمع المتظاهرون امام مجلس مدينة الزقازيق في تظاهرة حاشدة لم تشهد لها الشرقية مثيل منذ عام 2005 ، وردد المتظاهرون هتافات منددة بالاعتداءات مثل " يا أقصانا يا حبيب أبشر أبشر بالتحرير " ، يا فلسطيني يا فلسطيني دمك دمي ودينك ديني " يا اقصانا يا حبيب شمسك أبدا مش هتغيب"



وتحدث الدكتور فريد اسماعيل عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين إلي الجماهير منددا بالافعال الصهيونية والصمت العربي المذل ، ووجه رسالة إلي الحكام العرب طالب فيها بسرعة التحرك لأن المؤامرة وصلت إلي نهايتها واوشك المسجد الأقصي أن ينضم إلي تراث اليهود كما انضم الحرم الابراهيمي.



واكد إسماعيل علي ان الإخوان المسلمين شبابا وشيوخا واخواتا لن يتخلوا عن مقدساتهم وان انتفاضتهم مستمرة حتي تتحرر كل المقدسات وإن كلف ذلك الإخوان أغلي ما يملكون ، فالإخوان رفعوا هتافهم الخالد والموت في سبيل الله أسمي امانينا.



كما ردد المتظاهرون هتافات " ضمو الحرم للتراث ، والحكام سكتوا خلاص ، علي صوتك علي بعزة مش هنسيب الأقصي وغزة " ، يا حكامنا ساكتين ليه بعد الاقصي فاضل ايه"



وعبر المتظاهرون عن غضبهم من صمت الحكام العرب بهتافات غاضبة ، وأحاطت قوات كبيرة من الامن المركزي والمدرعات بالمتظاهرين الذين انتشروا من ميدان الصاغة وحتي عمر افندي .



من ناحية أخري وفي ختام المظاهرة اختطفت سيارات الشرطة عددا كبيرا من المتظاهرين ولم يعثر علي مكانهم حتي الآن ، وقام عدد من المخبرين بسحب البطاقات الشخصية من كل من يقترب من المكان ، وحدثت احتكاكات بالمتظاهرين واعتدي الامن علي الجماهير أثناء انصرافها.



الأحد، 7 مارس 2010

حتمًا.. مكرهم إلى زوال

رسالة من أ. د. محمد بديع- المرشد العام للإخوان المسلمين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، أما بعد..
ويمكرون ويمكر الله..
بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام؛ لنشر الهدى والنور بين الناس، فشقَّ الأمر على رؤوس مكة، وأنكروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوةَ الحق، على الرغم من إقامة الحجة عليهم، فاستكبروا وعاندوا، وجمعوا مكرهم وكيدهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه رضوان الله عليهم، فعذبوهم وقاطعوهم وآذوهم، ولكنهم لم يفلحوا في صدِّهم عن دعوة الحق, بل ازداد المؤمنون إيمانًا فوق إيمانهم، يقول تعالى: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ (الأنفال: من الآية 30).

وهذا طريقنا، تأتي فيه الشدائد لتصنع الفرج، فهل تُقعدنا الصعاب عن مضاعفة العمل المستمر لنشر النور والخير، ليس فى بلادنا فقط بل في العالم كله؟!

فهذا العمل المتواصل هو دليل وحقيقة حبِّنا لله عز وجل واتباعنا للنبي صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (آل عمران: 31)، فأين نحن من ذلك؟! واليوم الذي يكون فيه المسلمون على هذا المستوى فإن الله يكون مولاهم، فكم أبطلَ الله مكرَ الماكرين، وردَّ كيدَهم في نحرهم، ودبَّر لهم ما لم يستطيعوا الفكاك منه ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ﴾ (غافر: 51).

فهل أدركنا هذه الحقيقة؟ والله تعالى يقول: ﴿وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ (آل عمران: من الآية 54)؛ أي أقوى المدبِّرين في الخفاء ليقابل مكرهم بالخذلان، رغم توفر كل أسباب نجاحه المادية, ويقول تعالى: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾ (إبراهيم: 46)، فهذه هي المعاني التي أراد الصحابة الكرام أن يغرسوها في أبناء أمتنا.. يقول اِبْن عَبَّاس: "مَا كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَال"، ويقول الْحَسَن الْبَصْرِي بِأَنَّ هَذَا الَّذِي فَعَلُوهُ بِأَنْفُسِهِمْ مَا ضَرَّ ذَلِكَ شَيْئًا مِنْ الْجِبَال وَلا غَيْرهَا، وَإِنَّمَا عَادَ وَبَال ذَلِكَ عَلَيْهِمْ.

والقانون الإلهي لا يتبدل، والسنَّة الربانية ماضية، في قوله تعالى: ﴿لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ﴾ (فاطر: من الآية 43)، وتأمَّلوا ما ورد في تقرير من واشنطن بتاريخ 30/3/2008م: "أجريت دراسة على عيِّنة المقاتلين الأمريكان في حرب العراق، الذين يبلغ عددهم (700.000)، العينة هي (2500) مقاتل، وكانت النتائج: 40% منهم أصابتهم أمراض نفسية وعصبية، ومنهم ما وصل إلى أمراض عقلية وهيستيريا، وهنالك محاولات انتحار، فضلاً عن الهروب من العمل.. ﴿فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا﴾ (الحشر: من الآية 2)، وحاق المكر السيِّئ بأهله.

المؤامرة الصهيونية والعالم الصامت
ومن مكر اليوم الظاهر للعيان مؤامرة تُرصد لها الأموال الطائلة، تنفَّذ عن طريق منظمات وجماعات يهودية منذ عام 1967م وحتى الآن، تهدف إلى هدم المسجد الأقصى لتفريغ القضية من محتواها وجوهرها، وتمَّ ذلك عن طريق أعمال حفائر، مرَّت بمراحل باءت كلها بالفشل، وما زالت المحاولات مستمرةً، وستبوءُ كلها بالفشل بإذن الله ما دام هناك مرابطون فيه وعلى أكنافه، وما دام هناك رجال مؤمنون ونساء مؤمنات، يضحُّون ويبذلون وينصرون الله ورسوله، ويدافعون عن مقدساتهم في كل بقاع الأرض.

بدأت المؤامرة في أعقاب احتلالهم للقسم الثاني من القدس في أواخر عام 67، وتمَّ هدم حي المغاربة نهائيًّا، وبدأت الحفائر منذ عام 1968م، واستكملوها عام 1969م، وفي نفس العام تمَّ حرق المسجد الأقصى، وأخيرًا يعلن نتنياهو- من نفس القاعة التي أعلن فيها بن جوريون إعلان دولتهم المزعومة- ضمَّ الحرم الإبراهيمي لآثارهم، تحت مباركة من الصهاينة، الذين قالوا: "القرار هو إنجاز هام وتاريخي"، ويرصدون له 100 مليون دولار؛ بهدف ربط أجيالهم القادمة بدولتهم الغاصبة!.

وفي الوقت الذي تزور فيه وزيرة خارجية أمريكا دولنا العربية، لشحنها ضد إيران، يخيِّم الصمت الرهيب على الأقصى، بينما الصهاينة يغتالون محمود المبحوح في عمق وطننا العربي، وعلى مرأى ومسمع وصمت مخزٍ من العالم كله، ويقمعون أية مبادرة فلسطينية للتعبير عن غضبهم بأرضهم فلسطين، مع استمرار الحصار القاتل على أهلنا في غزة، فأين الصوت العربي المدافع عن حقوق الأمة، والواجب أن تخصص له المؤتمرات، مثل اهتمام أمريكا بإقامة مؤتمرات حول علاقتها بالشرق الأوسط، أو عن مستقبل الإسلام السياسي، أم رضينا أن نكون في عداد المتفرجين؟!

واجباتنا نحو الأمل القادم
سنة الله تعالى في التدافع بين الناس أن تكون الأيام سجالاً بين مكر الماكرين وعمل المؤمنين، وكلما وفَّى المؤمنون بعهدهم مع الله ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾ (البقرة: من الآية40) وشروط نصر الله، منحهم الله نصره ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾ (محمد: من الآية 7) وأيَّدهم بعونه ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المشركون﴾ (التوبة: 33)، وهذا يحتاج منا أن نبد أولاً بإيمان النفوس: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينْ﴾ (آل عمران: 139) ثم الثبات على إسلامنا والاستقامة على النهج القويم، الذي نؤمن به ونسعى إلى تحقيقه: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ﴾ (هود: من الآية 112)، ثم عبْر عمل متواصل وخالص لوجه الله تعالى، مهما كانت التضحيات والمحن التي تواجهنا.. ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِه﴾ (الحج: من الآية 78).

ولذلك فمِن أولى واجباتنا إزالة حاجز الخوف ممن يمكرون بنا، بعد أن ظهر للعالم أجمع إصرارهم الدائم على الفساد، ومحاربتهم المتواصلة للصلاح وأهل الإصلاح، وبعد أن قضى الله عليهم باليأس من هذا الدين منذ خمسة عشر قرنًا ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ﴾ (المائدة: من الآية 3)، فماذا بعد وضوح وعد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أمام أبناء الأمة إلا الاتباع لمنهج الإسلام، في صد المشروع الأمريكي الصهيوني، الذي يرمي إلى تركيعنا لإرادتهم، وفرض هيمنتهم، وامتصاص ثرواتنا، وإفساد أبنائنا، والعصف ببيوتنا وهم ينفقون في سبيل ذلك ما لا يُحصى من الإمكانيات المادية والبشرية، ولكنَّ الله تعالى يبشِّرنا بأن كل ذلك المكر سيبور، وأن وعد الله هو الحق: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُون﴾ (الأنفال: 36)؟!

ولقد رأينا ثمار هذه الدعوة المباركة- رغم كيد الكائدين وحصار الطغاة الظالمين- تتجلَّى في هذا الوعي العميق، والحماس المشتعل في نفوس المسلمين، خاصةً في أوساط الشباب؛ لإحياء هذه الأمة من جديد، تاركين وراءهم كل ملذَّات الدنيا، ومتحرِّرين من معوقاتها وقيودها؛ تحقيقًا لأمر الله تعالى: ﴿أُدْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينْ﴾ (المائدة: من الآية 23)، فواسع الأمل الذي تُبني به الأمم معقود بيد الشعوب التي تمتلك الإرادة وتستعد للتضحية، فإن بإمكانها أن تقهر هذا المكر، وتغلب هذا الكيد، كما يقف الشعب التركي اليوم وراء قيادته في التصدي لحصار المكائد والمؤامرات.

أخيرًا.. ولن يخلف الله وعده
يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُو يَبُورُ﴾ (فاطر: من الآية 10)، فمهما حاولوا من مكر، فقد ظهر زيفهم لأولي البصائر والنهى، يقول الإمام البنا: "فترى كيف يطغى الباطل في صولته، ويعتزُّ بقوته، ويطمئنُّ إلى جبروته، ويغفل عن عين الحق التي ترقبه، حتى إذا فرح بما أوتي أخذه الله أخذ عزيز مقتدر.. أبت إرادة الله إلا أن تنتصر للمظلومين، وتأخذ بناصية المهضومين المستضعفين، فإذا الباطل منهارٌ من أساسه، وإذا الحق قائمُ البنيان، متينُ الأركان، وإذا أهله هم الغالبون".

ويقول تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ (يوسف: 110), جاءت هذه الآيات لتطمئن المؤمنين أن ظروف الاستضعاف ومواجهة أهل البغي والعدوان والإفساد؛ لا تؤثر في إيمانهم، ولا تقدح في صدقهم، كقوله تعالى: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)﴾ (إبراهيم).

يقول الإمام البنا: "وإننا نرقب تأييد الله ونصرته، ومن نصره الله فلا غالب له.. ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِيْنَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِيْنَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ﴾ (محمد: 11)، فقوة دعوتنا وحاجة الناس إليها ونَبَالة مقصدنا وتأييد الله إيانا؛ هي عوامل النجاح التي لا تثبت أمامها عقبة، ولا يقف في طريقها عائق.. ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: 21).
والله أكبر ولله الحمد.

الرسول.. القدوة والمبشرات

رسالة من: أ. د. محمد بديع- المرشد العام للإخوان المسلمين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد..

فلقد جاءنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالنور المبين، والهدي المستقيم، والدين القويم، الذي جمع القبائل المتفرقة، وجعل منهم أمةً واحدةً، وإخوةً متحابِّين، حملوا لواء الحق، ومشعل الهداية، فاستطاعوا في ربع قرن أن ينشروا الرحمة، ويُقيموا العدل، ويحقِّقوا الأمن لكل من أظلَّتهم راية الإسلام، وإن اختلفت عقائدهم، أو تنوَّعت أجناسهم، أو تعدَّدت طبقاتهم، فالجميع في ظل الإسلام سواء.

لقد أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم دولةً علَّمت الإنسانية لأول مرة مبادئ الحرية والإخاء، وألقت عليها دروس المساواة والعدل والرحمة، وعلَّم به الناس كيف يحيَون سعداء، وكيف يموتون سعداء، وما لنا لا نرفع الرءوس بين العالمين فخارًا ونقول: إن محمدًا علمنا الحرية فلن نستكين، وإن محمدًا علمنا العزة فلن نُستعبد بعد اليوم.

واعلموا أيها الإخوان أن المسلم الحر يأبى الضيم، ويرفض الذل، وأنه حين يهتف "الله أكبر" لا يرضى لغير ربه أن يكون مستعليًا عليه، ولا لغير دينه فوقه سلطانًا واستعلاءً، ولن يصلح حال أمتنا الإسلامية إلا بما صلح به أولها، وإن المسلمين اليوم في حاجة شديدة إلى أن يذكروا محمدًا رسول الله، الذي احتمل الآلام، وصابر المشقَّات في سبيل بناء الإسلام، وإقامة صرحه الشامخ، وإن اقتداءهم بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك يقضي على اليأس الذي ملأ النفوس، والفساد المستشري في مجتمعاتهم، والظلم الذي عمَّ الأرجاء.

أيها المسلمون في كل مكان..
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمثِّل الحقيقة الكاملة في طفولته، وفي شبابه، وفي كهولته، كما كان المثل الأعلى والأكمل في الطموح، وفي العفة، وفي الصبر، وفي الأمانة، وفي الصدق، وفي الجِدِّ، وفي المزاح، كما كان الشخصية المتكاملة في حياته الخاصة والعامة، وفي عبادته، وفي أسرته، ومع أولاده، وفي فقره، وفي غناه، وفي فرحه، وفي حزنه، وفي غضبه، وفي رضاه، وفي علمه، وفي اجتهاده، وفي حربه، وفي سلمه.

والمسلم الصادق الإيمان، الراجي الأجر من الرحمن، الطامع في أعلى الجنان؛ لا سبيل له إلى ذلك إلا بالتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم تحقيقًا لقول الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا (21)﴾ (الأحزاب).

ومن التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم أن تجاهد في سبيل إعادة هديه صلى الله عليه وسلم للحياة، كما تعمل على عودة نور الإسلام إلى الدنيا التي أُظلمت بالفساد والبغي والظلم، ومن رحمة الله بنا أنه تكفَّل لحمَلة هذا الدين بأمرين:
- بحفظ الذكر مكتوبًا، فقال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)﴾ (الحجر)، والحفظ يشمل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؛ لأنها المبينة للذكر.. ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)﴾ (النحل).

- حفظ الذكر عملاً، فما خلت القرون من أمة قائمة بالحق وعلى الحق وعد الله بنصرها، قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فَعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ؛ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ" (مسلم).

المبشرات بالنصر والتمكين
أيها المسلمون..
وفي وسط الشدة، وفي أحلك الساعات، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبدِّد اليأس الذي قد يتسرَّب إلى النفوس، ويبعث بالأمل في نفوس أصحابه؛ ثقةً في وعد الله.. عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟! أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟! قَالَ: "كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ، مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ والذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ" (البخاري).

وفي الهجرة وهو مطارد والطلب من خلفه؛ يَعِدُ سراقة بسوارَي كسرى، وفي غزوة الأحزاب بلغت القلوب الحناجر، وزُلزلوا زلزالاً شديدًا، وبينما هم يحفرون الخندق تعترض الصحابة كدية لا يقدرون عليها، فَأَخَذَ الرسول صلى الله عليه وسلم الْمِعْوَلَ فَضَرَبَ بِهِ ضَرْبَةً لَمَعَتْ تَحْتَ الْمِعْوَلِ بُرْقَةٌ، ثُمّ ضَرَبَ بِهِ ضَرْبَةً أُخْرَى فَلَمَعَتْ تَحْتَهُ بُرْقَةٌ أُخْرَى، وكذلك الضربة الثالثة.. فقال سلمان الفارسي: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمّي يَا رَسُولَ اللّهِ، مَا هَذَا الّذِي رَأَيْت لَمَعَ تَحْتَ الْمِعْوَلِ وَأَنْتَ تَضْرِبُ؟ قَالَ: "أَوَقَدْ رَأَيْت ذَلِكَ يَا سَلْمَانُ؟" قَالَ: قُلْت: نَعَمْ، قَالَ: "أَمّا الْأُولَى فَإِنّ اللّهَ فَتَحَ عَلَيّ بِهَا الْيَمَنَ؛ وَأَمّا الثّانِيَةُ فَإِنّ اللّهَ فَتَحَ عَلَيّ بِهَا الشّامَ وَالْمَغْرِبَ، وَأَمّا الثّالِثَةُ فَإِنّ اللّهَ فَتَحَ عَلَيّ بِهَا الْمَشْرِقَ".

وتأسيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم نسوق المبشِّرات التي وعدنا بها ربنا، وأخبرنا بها نبينا صلى الله عليه وسلم، والتي منها:
(أ) المبشرات من القرآن الكريم:
- أن الله وعدنا بإتمام نوره وإظهار دينه.. ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)﴾ (الصف)، فهذا وعدٌ من الله تعالى بظهور دين الحق الإسلام على الدين كله؛ أي على الأديان كلها، وكان وعد الله حقًّا، فلن يُخلف الله وعده، وما زلنا ننتظر تحقيق هذا الوعد: غلبة دين الإسلام وظهوره على جميع الأديان، سماوية أو وضعية.

- وَعْدُ الله بالاستخلاف والتمكين والأمن للمؤمنين.. ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55)﴾ (النور)؛ فهو سبحانه كما وعد بالأمن نبَّه إلى أن قبله خوفًا، فإذا وجدتموه فلا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا.

- وَعْدُ الله بالنصر والنجاة والدفاع عن المؤمنين.. ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)﴾ (الروم)، ﴿ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)﴾ (يونس)، ﴿إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)﴾ ( الحج).

- ويتأكد النصر حين تمسهم البأساء والضراء.. ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ (214)﴾ (البقرة)، فإذا ما وصل البأس أقصى مداه، وأطلَّ اليأس؛ كان الفتح والنصر.. ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)﴾ (يوسف).

- وَعْدُ الله بإحباط عمل من يصدُّون عن سبيل الله، وإن مما يطمئن المسلم ويبشِّره أمام تسخير قوى الباطل وأموالهم للصدِّ عن سبيل الله أنَّ الله وعد بأنهم لن يرجعوا إلا بالخيبة والحسرة والهزيمة مع ما ينتظرهم من عذاب يوم القيامة:.. ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)﴾ (الأنفال).

(ب) المبشرات من السنة النبوية:
- إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بانتشار الإسلام في العالم كله.. عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ، وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزٍّ عَزِيزٍ يُعِزُّ بِهِ الإِسْلاَمَ، أَوْ ذُلٍّ ذَلِيلٍ يُذِلُّ بِهِ الْكُفْرَ"، وعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِىَ لِي مِنْهَا" (مسلم).

- ظهور المجدِّدين في كل قرن.. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا" (أبو داود).

- عودة الخلافة على منهاج النبوة.. عن حُذَيْفَةُ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ" (أحمد).

- الانتصار على اليهود.. عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تُقَاتِلُكُمُ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ" (متفق عليه).

- بقاء الطائفة المنصورة.. عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ" (مسلم)، وفي رواية: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ" (أحمد).

التاريخ شاهد صدق
يا أمة الإسلام..
إن نهضات الأمم جميعًا إنما بدأت على حالٍ من الضعف، يُخيَّل للناظر إليها أن وصولها إلى ما تبتغي ضربٌ من المحال، ومع هذا الخيال فقد حدَّثَنا التاريخ أن الصبر والثبات والحكمة والأناة وصلت بهذه النهضات الضعيفة النشأة، القليلة الوسائل، إلى ذروة ما يرجوه القائمون بها، من توفيق ونجاح.

ومن ذا الذي كان يصدِّق أن الجزيرة العربية- وهي تلك الصحراء الجافة المجدبة- تنبت النور والعرفان، وتسيطر بنفوذ أبنائها الروحي والسياسي على أعظم دول العالم؟! ومن ذا الذي كان يظن أن أبا بكر صاحب القلب الرقيق الليِّن، وقد انتفض الناس عليه، وحار أنصاره في أمرهم؛ يستطيع أن يُخرج في يوم واحد أحد عشر جيشًا، تقمع العصاة، وتقوِّم المعوجّ، وتؤدب الطاغي، وتنتقم من المرتدين، وتستخلص حق الله في الزكاة من المانعين؟!

ومن ذا الذي كان يظن أن صلاح الدين الأيوبي يقف الأعوام الطوال، فيردّ ملوك أوروبا على أعقابهم مدحورين، مع توافر عددهم وتظاهر جيوشهم؛ حتى اجتمع عليه خمسة وعشرون ملكًا من ملوكهم الأكابر؟

ذلك في التاريخ القديم، وفي التاريخ الحديث أروع المثل على ذلك؛ فمن كان يظن أن حسن البنا مع ستة نفر في مدينة لا تجد فيها إلا آثار المحتل الغاصب سوف يجدِّد الإسلام الصحيح، وينشر نوره إلى كل قرى مصر، ومنها إلى كل أنحاء العالم، وأضحت تغيظ الأعداء ويتحقَّق فيهم هذا المثل: ﴿وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)﴾ (محمد).

أيها الناس أجمعون.. أيها المسلمون في كل مكان..
أحب أن تعلموا أن (الإخوان المسلمين) ليسوا يائسين رغم كل هذا الظلم والفساد والاستبداد، وهم وأمثالهم المجاهدون في كل مكان ينالهم النصيب الأوفى وبإذن الله الأجر الجزيل، وأنهم ليأملون خيرًا كثيرًا، ونعتقد أنه لا يحُول بين الناس والنجاح إلا هذا اليأس، فإذا قَوِيَ الأمل في نفوسنا فسنصل إلى خير كثير إن شاء الله تعالى، وكل ما حولنا يبشر بالأمل رغم تشاؤم المتشائمين.. إنك إذا دخلت على مريض فوجدته تدرَّج من كلام إلى صمت، ومن حركة إلى سكون، شعرت بقرب نهايته، وعسر شفائه واستفحال دائه، فإذا انعكس الأمر، وأخذ يتدرَّج من صمت إلى كلام، ومن همود إلى حركة، شعرت بقرب شفائه وتقدُّمه في طريق الصحة والعافية.

ولقد أتى على الدول الإسلامية حينٌ من الدهر، جمدت فيه؛ حتى ملَّها الجمود، وسكنت حتى أعياها السكون، ولكنها الآن تغلي غليانًا بيقظة شاملة في كل مناحي الحياة، وتضطرم اضطرامًا بالمشاعر الحيَّة القوية والأحاسيس الجيَّاشة، ولولا ثقل القيود من جهة والفوضى في التوجيه من جهة أخرى لكان لهذه اليقظة أروع الآثار.

لهذا لسنا يائسين أبدًا، وآيات الله تبارك وتعالى وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، وسنته تعالى في تربية الأمم وإنهاض الشعوب بعد أن تشرف على الفناء، وما قصه علينا في كتابه.. كل ذلك ينادينا بالأمل الواسع، ويرشدنا إلى طريق النهوض، واقرأ إن شئت قول الله تعالى: ﴿طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)﴾ (القصص).

تقرأ هذه الآية الكريمة فترى كيف يطغى الباطل في صولته، ويغتر بقوته، ويطمئن إلى جبروته، ويغفل عن عين الحق التي ترقبه؛ حتى إذا فرح بما أوتي أخذه الله أخذَ عزيز مقتدر، وأبت إرادة الله إلا أن تنتصر للمظلومين، فهو سبحانه وتعالى القائل فى حديثه القدسى لدعوة المظلوم: "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"، وهو الذي أخذ بناصية المهضومين المستضعفين، فإذا الباطل منهارٌ من أساسه، وإذا الحق قائمُ البنيان متينُ الأركان، وإذا أهله هم الغالبون، وليس بعد هذه الآية الكريمة وأمثالها من آيات كتاب الله عذرٌ في اليأس والقنوط لأمة من أمم الإسلام، تؤمن بالله ورسوله وكتابه.

فاستبشروا أيها المسلمون بالخير، واعملوا لتحقيقه، واثبتوا حتى يأتي أمر الله.. ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)﴾ (يوسف).

بدء التصويت في انتخابات العراق وسط انفجارات وخروقات أمنية

فتحت مكاتب الاقتراع العراقية، اليوم الأحد، أبوابها أمام 19 مليون ناخب لاختيار برلمان من 325 نائبًا لمدة أربع سنوات في ثاني انتخابات تشريعية في البلاد منذ الاحتلال الأمريكي في عام 2003م، وسط قذائف وانفجارات في مختلف مناطق بغداد.

ويخوض الانتخابات 6281 مرشحًا، موزعين ضمن 12 ائتلافًا كبيرًا وكيانات أخرى، أبرزهم كتلة التوافق العراقي، فيما بدأت المكاتب عملها في جميع مراكز الاقتراع في البلاد، في ظل إجراءات أمنية مشددة، بمشاركة مئات الآلاف من عناصر الجيش والشرطة، وفرض حظر تجول على المركبات في بغداد.

وسقطت عشر قذائف هاون أربع منها في المنطقة الخضراء (وسط)، وانفجرت عبوتان ناسفتان في الأعظمية والقاهرة (شمال)، كما سقطت قذيفتا هاون في الغزالية (غرب) وواحدة في كل من الزعفرانية والدورة والعامل (جنوب غرب) وبغداد الجديدة (جنوب شرق)، وانفجرت قنبلتان صوتيتان في عراصات الهندية والجادرية (وسط).

وقالت المصادر الأمنية إن شخصًا قُتل وأُصيب أربعة آخرون بجروح بانهيار مبنى في حي العامل إثر انفجار، وأُصيب شخصان بسقوط قذيفة في حي الفرات.

كما انفجرت خمس عبوات ناسفة قرب خمسة مراكز انتخابية في وقت واحد في بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد).

وفي محافظة صلاح الدين، أُصيب ثلاثة أشخاص بجروح بانفجار على طريق يؤدي إلى مركز انتخابي في بلدة يثرب، جنوب تكريت، كما فككت قوات الأمن سيارة مفخخة أمام أحد المراكز الانتخابية، وسقطت قذيفة هاون قرب مكتب للاقتراع في بيجي.

وفي سياق متصل، أعلنت قائمة التوافق العراقي عن رفضها القاطع لقرار المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإجراء عملية التصويت المشروط، وطالبتها بالتراجع عن قرارها بشكل فوري، معتبرة أن هذه العملية باطلة.


وأكدت أنه إذا لم تتراجع المفوضية عن قرارها، فالقائمة ستسلك الطريق القانوني لحفظ الحقوق وضمان انتخابات نزيهة وحرة وحيادية.

وأوضحت القائمة في بيان لها أن هذا القرار يبين أن كلام المفوضية عن استعدادها لإجراء الانتخابات النيابية لم يكن دقيقًا، وإن جاهزيتها لهذه العملية المهمة بحاجة إلى مراجعة، فإذا كانت قد أخفقت في توفير سجلات الناخبين لبضع مئات من الآلاف في التصويت الخاص، فكيف لها أن تلبي متطلبات عملية التصويت العام؟!

ووجهت كتلة التوافق العراقي نداءً لكل الكيانات السياسية بضرورة التدخل عاجلاً لتدارك هذه الخروقات قبل فوات الأوان؛ من أجل الحفاظ على حقوق الناخبين العراقيين طبقًا للقانون والدستور.

كما هددت حركة التغيير بزعامة نوشيروان مصطفى والاتحاد الإسلامي الكردستاني برفض نتائج الانتخابات إذا حصلا على أدلة تظهر حدوث تزوير في نتائج الانتخابات العامة التي تجري اليوم.

ونسبت مصادر صحفية عن ناسك عبد الله عضو المكتب السياسي للاتحاد الإسلامي الكردستاني قولها: إن الجانبين اتفقا على توحيد مواقفهما إزاء نتائج الانتخابات.

وأكد مراقبون عراقيون أن القلق يسود الشارع الكردي؛ بسبب التوتر الشديد بين الكيانات السياسية التي وصلت ذروتها بحملات التشهير بينها.