الثلاثاء، 26 يناير 2010

الإخوان المسلمون والسهام السوداء















استطاع عبد الناصر أن يستقطب بعض أعضاء الهيئة التأسيسية الذين استجابوا له, وانطلقوا إلى المدن المصرية ليجمعوا توقيعات بإقالة المرشد حسن الهضيبي، وقد شهدت بنفسي- وأنا طالب في المرحلة الثانوية, وأحد مسئولي قسم الطلبة بالإخوان في المنزلة- واقعة أرويها للتاريخ، وخلاصتها: أن الدكتور طلبة زايد رئيس شعبة الإخوان بميت عاصم دقهلية، وعضو الهيئة التأسيسية جاء للأستاذ عبد الرحمن جبر رئيس الإخوان بمنطقة المنزلة وعضو الهيئة التأسيسية, وطلب منه التوقيع على "عريضة" تقيل حسن الهضيبي، فرفض الأستاذ عبد الرحمن وقال له بالحرف الواحد:
- هذا تصرف شكلي، فنحن مع الأستاذ الهضيبي إلى الأبد، ولكننا سنطلع عبد الناصر على هذه العريضة، لنهدئ من غضبه على الإخوان، وتعود الجماعة تزاول نشاطها، بصورة طبيعية، تحت قيادة مرشدنا حسن الهضيبي، وكل تصرفاتنا وكلامنا الآن سر بيننا؛ ولكن الدكتور طلبة غدر وخان، فقد فوجئنا في اليوم التالي بجريدة (الجمهورية) تنشر عريضة وعليها توقيعات عشرات من الهيئة التأسيسية، يطالبون فيها بإقالة المرشد حسن الهضيبي؛ وطبعا كان غالبية هؤلاء مخدوعين في عملاء من أمثال طلبة زايد، وقد رأيت بعدها الأستاذ عبد الرحمن جبر وهو يبكي، ويردد بينه وبين نفسه: لقد خدعني طلبة، وحسابي وحسابه على الله.


ولم يخل تاريخ الجماعة في فترة من الفترات التالية من متاعب وصعوبات، وحملات دعائية تشوه تاريخها، ويجند لها وسائل الإعلام المختلفة وأذناب الحاكم وحواريوه؛ ولعل أشد هذه الحملات كانت هي الأخيرة بمناسبة انتخاب مكتب الإرشاد والمرشد الجديد للجماعة، ولكن الإخوان بحمد الله خرجوا من هذه الحملات أكثر تماسكًا وتعاونًا وإصرارًا على وحدة الصف في سبيل دعوتهم، ولا يسمح المقام باستعراض ألوان أو لون من هذه الحملات الساقطة. وصدق الله سبحانه وتعالى إذ قال: @831;يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)@830; (محمد).






"في الوقت الذي تبحث فيه قواعد جماعة الإخوان المحظورة عن ثمن الدواء‏,‏ نجد أن المرشد مهدي عاكف يتجول في المدن والمحافظات الساحلية؛ للبحث عن مطاعم الأسماك الشهيرة من العين السخنة للإسكندرية ليتناول وجباته الغذائية المفضلة، ويدفع قيمة الفواتير بمبالغ كبيرة لا تتناسب مع حالة الزهد التي يحاول المرشد ورفاقه الظهور بها لكسب تعاطف الغلابة‏,‏ فالرجل لا يعنيه من هم داخل السجون، فهو ينام مرتاح البال دون مبالاة، ويبدو أنه ذهب هذه المرة لأحد المطاعم الشهيرة بالإسكندرية لتناول الغذاء المفضل للهروب من تساؤلات قواعده عن الذمة المالية والأموال التي تدخل للجماعة دون حسيب أو رقيب‏.‏

وحتى تكون قواعد المرشد شاهدة على تصرفاته، فأقدم إليهم قائمة بفاتورة الغداء الذي تناوله عصر يوم الجمعة ‏6‏ أبريل الحالي بمطعم شهير بالإسكندرية، وشملت أنواعًا مختلفة وهي‏: 6‏ كيلو بوري بمبلغ ‏224‏ جنيهًا‏,‏ و‏2‏ كيلو سمك موسى بمبلغ ‏136‏ جنيهًا‏, 2.5‏ كيلو جمبري جامبو بمبلغ ‏484‏ جنيهًا‏,‏ وكيلو سبيط بمبلغ ‏60‏ جنيهًا، و‏2.0‏ كيلو بربون بمبلغ ‏172‏ جنيهًا‏,‏ و‏3‏ شوربة سيفود بمبلغ ‏60‏ جنيهًا‏,‏ وبلغت فاتورة غداء المرشد وصديقيه ‏1136‏ جنيهًا‏ (ألف ومائة وستة وثلاثون جنيهًا‏)..‏ بالهنا والشفا‏!!‏"




- شبه أبو العلا ماضي وكيل مؤسسي حزب الوسط وقيادي سابق في جماعة الإخوان ما حدث بأنه مذبحة، وقد تكون مثل مذبحة القلعة في نظره؛ حيث تخلص محمود عزت من فلول وبقايا من كانت لهم وجهة نظر مختلفة، فكان التخلص من حبيب؛ لأنه فكَّر وأعد نفسه لمنصب المرشد وبحكم منصبه السابق كنائب أول، وكذلك تمَّ التخلص من أبو الفتوح؛ لأنه كان أكثر المقاومين لقرارات عدة وبشكل جاد، أما دخول عصام فأكد أنه نال العضوية؛ لأنه لم يختلف كثيرًا عن الاتجاه الغالب، وإن كان يشبه بأنه صاحب اتجاه جديد في الجماعة وهو "المصلحي".










وأبو العلا في منطقه الهش هذا يذكرني بأحد المحامين الذي استضافته إحدى القنوات التلفازية- من ثلاثة أشهر تقريبًا- ليتحدث عن الحركة الإسلامية الحديثة، فقال- ضمن ما قال- لقد خطط محمد عاكف أن يُظهر إصراره على ترك منصبه، وعندها يقوم أنصاره وحواريوه يهتفون: "بالروح.. بالدم نفديك يا عاكف.."، وجاء الواقع أيضًا ليقول: جانبك الصواب يا محامينا الكبير، فقد رفض الأستاذ عاكف أن يمد مدته يومًا واحدًا، وكان نعم المرشد القائد إيمانًا وعزمًا وحزمًا وحرصًا على نصرة الحق، والتصدي للباطل.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق