الثلاثاء، 26 يناير 2010
الإخوان المسلمون والسهام السوداء
كتب -
د. جابر قميحة:
منذ اثنين وثمانين عامًا أنشأ الإمام الشهيد حسن البنا- رحمه الله- جمعية الإخوان المسلمين من ستة أشخاص في مدينة الإسماعيلية (سنة 1928م)، وانتشرت الدعوة على المستوى المصري، ثم العربي، ثم العالمي، وفي كلمات قلائل:
تحوَّلت دعوة الإخوان من جمعية، إلى جماعة، إلى تيار له وجوده الحي في كل دول العالم، وهذه الحقيقة تعتبر نقضًا ميدانيًّا لما قاله "الرئيس مبارك" الذي سُئل عن الإخوان؛ فأجاب: "مفيش حاجة عندنا اسمها إخوان.. مفيش شيء اسمه إخوان"، وهو أسلوب تحقيري في التعبير عن عباد الله، إذ يصفهم بكلمتي "شيء... وحاجة".
*******
وباستقراء التاريخ الحديث نرى جماعة الإخوان ذات ملمحين واضحين فارقين:
الملمح الأول: البقاء والاستمرارية؛ حتى إن أحد المفكرين المحايدين كتب مقالاً جـاء فيه "إنها جماعة غير قابلة للموت".
والملمح الثاني: الثبات والصمود أمام المحن المسعورة التي واجهتها الجماعة: من قتل، وشنق، وتعذيب، ومطاردة.
أقول إنهما ملمحان فارقان، لا يستطيع أحد أن ينكرهما، ولا يوجد واحد منهما في أي حزب من الأحزاب الأخرى، ومن حقنا أن نسأل: أين حزب الوفد صاحب الأغلبية التاريخية في عهدي سعد زغلول، ومصطفى النحاس؟ وأين الحزب الوطني: حزب مصطفى كامل ومحمد فريد؟ وأين حزب الأحرار الدستوريين؟ وأين الحزب السعدي؟ وأين حزب إسماعيل صدقي باشا الذي سماه حزب الشعب؟
كلها أحزاب لم تتعرض لأية محنة أو اضطهاد، وكلها أحزاب لم يعدْ لها وجود ماعدا بقية قليلة من أعضاء حزب الوفد، تتطاحن على الزعامة.
أما ما يُسمى حاليًّا "الحزب الوطني الديمقراطي" فيذكرني بحزب الشعب (حزب صدقي باشا) الذي نشأ بقرار حكومي، ولا تصدق من يزعم أن "الحزب الوطني" هذا نبع من أعماق الشعب.
كان "حزب مصر" آخر مواليد "الميمونة": فجده الأول هو "هيئة التحرير"، وجده الثاني كان اسمه "الاتحاد القومي"، وآخر الجدود هو "الاتحاد الاشتراكي" الذي أنجب المحروس "حزب مصر"، وفي أغسطس سنة 1978م أعلن السادات "بقرار منه" إنشاء "الحزب الوطني".
ولم يصدر قرار بحل "حزب مصر"، وهذا يعني أن من تمسك بعضويته في حزب مصر لا يعد خارجًا على القانون؛ ولكن القلة القليلة جدًّا التي أعلنت تمسكها بهذه العضوية ألقي بها في غيابة الاعتقال، أما الغالبية الغالبة من النواب فهرولوا إلى الالتحاق "بالحزب الوطني" الذي أعلن السادات مولده، دون أن يعلن عن برنامج له.
وبعد الذي ذكرته آنفًا أذكّر القارئ بما يأتي:
1- أعلن السادات ميلاد "الحزب الوطني" بلا داعية ظاهرة، فقد سبق للسادات ورجاله إظهار الاعتزاز الفائق بحزب مصر ومبادئه كتنظيم حزبي غير مسبوق.
2- بعدها بشهر في (18/9/1978م) أعلن رسميًّا عن اتفاقية "كامب ديفيد"، وذلك في مؤتمر صحفي حضره موقعو الاتفاق الثلاثة وهم: "السادات، وبيجن، والرئيس الأمريكي جيمي كارتر".
3- وتوالي هذه الوقائع بهذه السرعة اللاهثة يؤكد صحة ما قيل من إصرار بيجن وكارتر على "إنشاء" حزب جديد يمثل قوة شعبية يستند إليها السادات في تأييد هذه الاتفاقية.
*******
وأضحك طويلاً حينما أرى أحد مسئوليهم يصرِّح أن عدد الأعضاء الذين يحملون بطاقة العضوية تعدى المليونين، بالإضافة إلى المحبين.
وأنا أسميها "بطاقات الاستنفاع"، أو جواز المرور لتحقيق المصالح الخاصة.
*******
وطبيعة الدعوات في وجودها الداخلي ليست صفوًا خالصًا، فلا بد من الخارجين على الجماعة والمنشقين عليها، حدث ذلك في الصف الإخواني من شخصيات لها ثقلها:
فالجماعة- من أول نشأتها سنة 1928م حتى الآن- تعرَّضت وتتعرَّض لمحن عاتية قاسية, ومن أشهرها ابتعاد- أو إبعاد- أحمد السكري وفصله, وارتماؤه بعد ذلك في أحضان الوفديين, فكان يكتب كل يوم مقالاً في صحيفتهم "صوت الأمة" يحمل فيه على الإخوان ومرشدهم، وكانت الصحيفة تنشر كل يوم عنوانًا ثابتًا نصه "هذه الجماعة تهوي"، وتحت العنوان عشرات من الأسماء المخترعة لأشخاص يعلنون استقالتهم من الجماعة.
*******
أما الفتن التي أشعلها عبد الناصر ورجاله أيام المرشد الثاني حسن الهضيبي- رحمه الله- فمعروفة مشهورة، وقد أطفأها الله، ونكتفي بعرض واحدة منها تتلخص فيما يأتي:
استطاع عبد الناصر أن يستقطب بعض أعضاء الهيئة التأسيسية الذين استجابوا له, وانطلقوا إلى المدن المصرية ليجمعوا توقيعات بإقالة المرشد حسن الهضيبي، وقد شهدت بنفسي- وأنا طالب في المرحلة الثانوية, وأحد مسئولي قسم الطلبة بالإخوان في المنزلة- واقعة أرويها للتاريخ، وخلاصتها: أن الدكتور طلبة زايد رئيس شعبة الإخوان بميت عاصم دقهلية، وعضو الهيئة التأسيسية جاء للأستاذ عبد الرحمن جبر رئيس الإخوان بمنطقة المنزلة وعضو الهيئة التأسيسية, وطلب منه التوقيع على "عريضة" تقيل حسن الهضيبي، فرفض الأستاذ عبد الرحمن وقال له بالحرف الواحد:
- ولكن هذه خيانة.. وغدر.
فقال له الدكتور طلبة زايد:
- هذا تصرف شكلي، فنحن مع الأستاذ الهضيبي إلى الأبد، ولكننا سنطلع عبد الناصر على هذه العريضة، لنهدئ من غضبه على الإخوان، وتعود الجماعة تزاول نشاطها، بصورة طبيعية، تحت قيادة مرشدنا حسن الهضيبي، وكل تصرفاتنا وكلامنا الآن سر بيننا؛ ولكن الدكتور طلبة غدر وخان، فقد فوجئنا في اليوم التالي بجريدة (الجمهورية) تنشر عريضة وعليها توقيعات عشرات من الهيئة التأسيسية، يطالبون فيها بإقالة المرشد حسن الهضيبي؛ وطبعا كان غالبية هؤلاء مخدوعين في عملاء من أمثال طلبة زايد، وقد رأيت بعدها الأستاذ عبد الرحمن جبر وهو يبكي، ويردد بينه وبين نفسه: لقد خدعني طلبة، وحسابي وحسابه على الله.
*******
وتمكَّن عبد الناصر من اصطناع مجموعة معروفة من الشباب الذين طوَّعهم بالترهيب أو الترغيب؛ حتى تمكنت من احتلال المركز العام للإخوان في غفلة من الإخوان الذين انطلقوا إلى المركز العام لتحريره من هؤلاء الصنائع، فلما شعروا بذلك ولوا هاربين.
*******
ولم يخل تاريخ الجماعة في فترة من الفترات التالية من متاعب وصعوبات، وحملات دعائية تشوه تاريخها، ويجند لها وسائل الإعلام المختلفة وأذناب الحاكم وحواريوه؛ ولعل أشد هذه الحملات كانت هي الأخيرة بمناسبة انتخاب مكتب الإرشاد والمرشد الجديد للجماعة، ولكن الإخوان بحمد الله خرجوا من هذه الحملات أكثر تماسكًا وتعاونًا وإصرارًا على وحدة الصف في سبيل دعوتهم، ولا يسمح المقام باستعراض ألوان أو لون من هذه الحملات الساقطة. وصدق الله سبحانه وتعالى إذ قال: @831;يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)@830; (محمد).
وقال تعالى: @831;وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)@830; (الروم).
*******
وعودًا على بدء أقول: لم يتعرض حزب أو جماعة في العصر الحديث لما تعرَّضت له جماعة الإخوان من محن واضطهاد، ولا لجزء يسير من ذلك: فهناك "حرب شاملة" معلنة رسميًّا على الجماعة, من قياديين كبار جدًّا, إلى أذناب يردِّدون أصوات الأسياد، ونرى الهاجمين يستحلون أخس آليات الهجوم من تزوير، وكذب، ومغالطات، وتهويل في التصوير والتجسيم، ووراءهم إمكانات مادية ضخمة، ومساندات سلطوية هائلة:
- فالإخوان جماعة محظورة قانونًا، أي ليس لها وجود قانوني.
- وهي جماعة إرهابية لها جهازها السري الجديد.
- وهي جماعة خائنة لها اتصالات سرية بالأمريكان.
- وهي جماعة تساند حماس في إرهابها.
- وهي جماعة تعد أخطر على مصر والعرب من "إسرائيل".
ومن قبيل التضخيم والتهويل ما كتبه أحدهم في صحيفة قومية عن العرض الرياضي الذي قدَّمه طلاب الإخوان بالأزهر، وارتدى بعضهم زي الفدائيين من حماس، فكتب أحدهم في صحيفة قومية- إنه يعد إنذارًا وتهديدًا للوجود الوطني، وللسلام الاجتماعي، وإرهابًا للمواطنين في حياتهم و... و... إلخ.
وقريب من ذلك أن الأستاذ عاكف صرَّح أكثر من مرة بأن "بابه مفتوح للصحفيين والباحثين والدارسين الأمريكان بشرط أن يكون ذلك عن طريق الخارجية المصرية"؛ ووجدها "الهمام" حمدي رزق فرصة لاتهام الإخوان ومرشدهم بالخيانة الوطنية، زاعمًا أن لهم اتصالات سرية مع أمريكا.... (المصري اليوم 29/5/2007م).
*******
والهمام الثاني اسمه أحمد موسى نائب رئيس تحرير (الأهرام) الذي خصَّص صفحة كل يوم سبت للهجوم على الإخوان ومرشدهم، ومن أغرب ما قرأت له ما كتبه في السطور الآتية:
المرشد يأكل جمبري وقواعده تبحث عن الدواء!
"في الوقت الذي تبحث فيه قواعد جماعة الإخوان المحظورة عن ثمن الدواء, نجد أن المرشد مهدي عاكف يتجول في المدن والمحافظات الساحلية؛ للبحث عن مطاعم الأسماك الشهيرة من العين السخنة للإسكندرية ليتناول وجباته الغذائية المفضلة، ويدفع قيمة الفواتير بمبالغ كبيرة لا تتناسب مع حالة الزهد التي يحاول المرشد ورفاقه الظهور بها لكسب تعاطف الغلابة, فالرجل لا يعنيه من هم داخل السجون، فهو ينام مرتاح البال دون مبالاة، ويبدو أنه ذهب هذه المرة لأحد المطاعم الشهيرة بالإسكندرية لتناول الغذاء المفضل للهروب من تساؤلات قواعده عن الذمة المالية والأموال التي تدخل للجماعة دون حسيب أو رقيب.
وحتى تكون قواعد المرشد شاهدة على تصرفاته، فأقدم إليهم قائمة بفاتورة الغداء الذي تناوله عصر يوم الجمعة 6 أبريل الحالي بمطعم شهير بالإسكندرية، وشملت أنواعًا مختلفة وهي: 6 كيلو بوري بمبلغ 224 جنيهًا, و2 كيلو سمك موسى بمبلغ 136 جنيهًا, 2.5 كيلو جمبري جامبو بمبلغ 484 جنيهًا, وكيلو سبيط بمبلغ 60 جنيهًا، و2.0 كيلو بربون بمبلغ 172 جنيهًا, و3 شوربة سيفود بمبلغ 60 جنيهًا, وبلغت فاتورة غداء المرشد وصديقيه 1136 جنيهًا (ألف ومائة وستة وثلاثون جنيهًا).. بالهنا والشفا!!"
أحمد موسى (الأهرام 14/4/2007م).
ويظهر أن أحمد موسي يكتب لقراء "بريالة" لأننا إذا صدقناه؛ فمعنى هذا أن المرشد وضيفيه أكل كل منهم قرابة 4.5 كيلو من السمك الخالص، وهذا غير الشوربة والخبز والأرز والمخللات، والحلو.
وهكذا قدَّم السيد أحمد موسى بقلمه دليلاً قاطعًا على أنه لم يسمع بشيء اسمه الصدق، وأمانة الكلمة.
*******
وفي الشهر الأخير من عام 2009م تكثفت الحملة- بل الحملات- على الجماعة ومرشدها، وتضافرت كل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية على الكذب والافتراء والتهويل، وسايرت صحف المعارضة الإعلام الحكومي في كثير من هذه الحملات، مرتكزة على انتخابات مكتب الإرشاد، وظهور بعض الاختلافات في الرأي بين بعض الأعضاء، ومما قيل وكتب في هذه الحملات:
- نتائج تؤكد أن خيرت الشاطر المحبوس حاليًّا على ذمة المحكمة العسكرية لمدة سبع سنوات هو الذي "طبخ الطبخة"، وأنه صاحب التوجيه للنتائج النهائية.
- شبه أبو العلا ماضي وكيل مؤسسي حزب الوسط وقيادي سابق في جماعة الإخوان ما حدث بأنه مذبحة، وقد تكون مثل مذبحة القلعة في نظره؛ حيث تخلص محمود عزت من فلول وبقايا من كانت لهم وجهة نظر مختلفة، فكان التخلص من حبيب؛ لأنه فكَّر وأعد نفسه لمنصب المرشد وبحكم منصبه السابق كنائب أول، وكذلك تمَّ التخلص من أبو الفتوح؛ لأنه كان أكثر المقاومين لقرارات عدة وبشكل جاد، أما دخول عصام فأكد أنه نال العضوية؛ لأنه لم يختلف كثيرًا عن الاتجاه الغالب، وإن كان يشبه بأنه صاحب اتجاه جديد في الجماعة وهو "المصلحي".
وأكد ماضي أن ما حدث خسر فيه الإخوان خسارة كثيرة لن يستطيعوا على مدى عقود تعويضها؛ وهي خسارة وسقوط أمام الرأي العام، فظهر أنهم غير ديمقراطيين ولا يقبلون التعددية فيما بينهم.
- سرت تسريبات في أعقاب الانتخابات الأخيرة لمكتب الإرشاد بجماعة "الإخوان المسلمين" عن اعتزام الدكتور محمد حبيب والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح اللذين خرجا من تشكيلة المكتب الجديدة تشكيل مكتب إرشاد موازٍ؛ احتجاجًا على الانتخابات التي يرى الإصلاحيون أنها جاءت مخالفة للوائح الجماعة.
وكان أكثر من كتبوا كذبًا وحقدًا الصحفي الأمني أحمد موسى، ومما جاء في مقاله:
- الجماعة كان أمامها فضح المختلفين مهما كان وضعهم ودون النظر لتاريخهم أو ما قدموه لتنظيمهم, وسربت أسرارهم في ليلة ظلماء؛ وهي رسالة لكل الإخوان بأن من يريد اللعب وعدم السمع والطاعة والانصياع ستتم "شرشحته" على الملأ.
- قبلت قيادات وكوادر الجماعة بهذا الأسلوب الفاضح والدنيء، والذي استهدف رموزها، فكل واحد منهم يمتلك مستندات على الآخرين, ومن يفتح فمه سيكون مصيره نشر فضائحه المالية والشخصية, وهذا واحد من أساليب السيطرة التي تتبعها الجماعة, وبالتالي الذين فكروا بالتشكيك في الانتخابات لن يواصلوا الطريق.
- لم يعد الناس يثقون في أي كلام يخرج من أفواه الإخوان عن الديمقراطية أو نقد الآخرين؛ لأنهم ارتكبوا فضيحة ستظل في تاريخهم، ولن يمحوها سوى التراجع عن الانتخابات وإعادتها من جديد, وغير ذلك فتكون قد سقطت وتستمر في التساقط يومًا بعد آخر, وفشلت في تقديم مبررات مقنعة للرأي العام الذي اكتشف أن الإخوان بعيدون عن الشورى والديمقراطية، وحتى تطبيق تعاليم الدين الإسلامي في التعامل مع المخالفين في الرأي.
- الصقر الأكبر محمود عزت ضرب عرض الحائط بكل اللوائح، وانفرد بالقرارات في غيبة من النائب الأول محمد حبيب الذي صُدم نتيجة لإبعاده عن كل شيء، وترتيب بيت الجماعة بعيدًا عنه (الأهرام السبت 26/12/2009م).
*******
ولأمر ما يكتب إعلامي شهير "إن هذه الفتنة في الصف الإخواني دليل قاطع على أن الجماعة في طريقها إلى الانتهاء والموت الأبدي...".
ويتطوع السيد أبو العلا ماضي ليزعم- في إحدى القنوات الفضائية- أن الدكتور محمد بديع يدعي أن الإخوان المسلمين هم "جماعة المسلمين، ويكفر من لا يؤمن بفكرهم، أو يحكم عليهم بالنفاق".
وجاء الواقع ينسف ما ادعاه السيد ماضي؛ ففي ظهر السبت 16/1/2010م وقف الدكتور محمد بديع ليقول في خطاب مبايعته: ".. إن الإخوان المسلمين لا يعتبرون أنفسهم جماعة المسلمين، ولكن جماعة من المسلمين...."، وهذا ما أكده كل المرشدين السابقين ابتداءً من الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله.
وأبو العلا في منطقه الهش هذا يذكرني بأحد المحامين الذي استضافته إحدى القنوات التلفازية- من ثلاثة أشهر تقريبًا- ليتحدث عن الحركة الإسلامية الحديثة، فقال- ضمن ما قال- لقد خطط محمد عاكف أن يُظهر إصراره على ترك منصبه، وعندها يقوم أنصاره وحواريوه يهتفون: "بالروح.. بالدم نفديك يا عاكف.."، وجاء الواقع أيضًا ليقول: جانبك الصواب يا محامينا الكبير، فقد رفض الأستاذ عاكف أن يمد مدته يومًا واحدًا، وكان نعم المرشد القائد إيمانًا وعزمًا وحزمًا وحرصًا على نصرة الحق، والتصدي للباطل.
وعلى أساس متين من الشورى بُويع الدكتور محمد بديع؛ ليكون المرشد الثامن للإخوان المسلمين، أما ما ذكره بعضهم من تقسيم الإخوان إلى: قطبيين، وإصلاحيين، ومحافظين، وصقور، وحمائم... فأنا أعتبره من قبيل "العبث اللغوي" الذي لا يستحق أن نناقشه.
*******
لقد أثبت الواقع أن الإخوان هم أكثر الناس ديمقراطية، وإن كنت أميل إلى توظيف مصطلح بديل هو "الشورية الإسلامية".
هذا وقد أكد الأستاذ ضياء رشوان الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ(الأهرام) أن جماعة الإخوان المسلمين قدمت درسًا بليغًا في تداول السلطة للنظام الحاكم في مصر، وكذلك لجميع الأحزاب السياسية والجماعات الإسلامية والمؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية.
وأخيرًا.. أقول لأصحاب السهام السوداء: لا قيمة ولا تأثير لسهامكم في المسيرة الإخوانية.
رحم الله المتنبي إذ قال:
رماني الدهر بالأنصال حتى فؤادي في غشــاء من نبــال
فكنت إذا أصابتني سهــام تكسرت النصال على النصال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رسالة أحدث
رسالة أقدم
الصفحة الرئيسية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق